بعد مرور قرن على بث فيلم “الطفل” للممثل الإنجليزي الراحل، شارلي شابلن، تعمل شركة فرنسية على إعادة عرضه، لكن بتقنيات جديدة تحسّن من جودة الصورة.
وتسعى الشركة الفرنسية المتخصصة في مجال التكنولوجيا إلى عرض الفيلم في شتى أنحاء العالم.
وتأتي هذه الخطوة بعد مرور 100 عام على عرضه في دور السينما، وهو أول فيلم روائي طويل أخرجه وقام ببطولته شارلي شابلن، وهو من الأفلام الكوميدية ومن كلاسيكيات السينما الصامتة، حيث تم إنتاجه في الولايات المتحدة عام 1921.
وأعلنت شركة الأفلام الفرنسية (M.K2) بالتعاون مع شركة التوزيع العالمية (بيس أوف ماجيك)، في مشترك، أنهما سيتعاونان لإحياء الذكرى المئوية لهذا الفيلم.
وتشمل أعمال الترميم التي تنفذها الشركة الفرنسية ومقرها باريس، تحسين جودة الصورة باستخدام تقنيتي (K2 – K4)، حيث تم استخدامهما في العديد من الأعمال السينمائية الكلاسيكية، ومنها: (ذا جولدن راش) “حمى الذهب”، و(سيتى لايتس) “أضواء المدينة”، و(ذا سيركس) “السيرك”، و(مودرن تايمز) “العصور الحديثة”، و(ذا جريت ديكتاتور) “الديكتاتور العظيم”.
ومن المقرر أن تبدأ الشركة الفرنسية عملية تحسين جودة الصور بتقنية التصوير (K4) لفيلم “الطفل” بفرنسا في الخريف المقبل، بينما ستعمل شركة (بيس أوف ماجيك) مع شبكة موزعي أعمالها لعرض الفيلم في حوالى 50 دولة.
فعالية التقنية الجديدة
وتقول الدكتورة صفاء سيد استاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بجامعة عين شمس المصرية، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن تقنية (K4) جديدة على الساحة التكنولوجية.
وأشارت إلى أنه تقنية تعتمد على دقة عالية جدا تسمى Ultra HD لعرض للفيديو تصل إلى 3072 ×4096، كما أنها امتداد لتطوير دقة العرض المعروفة بـFull HD.
وسميت عليها هذا الاسم Ultra HD لأنها توفر دقة فيديو 16 ضعفا، ما يصل إليه بكسل الـHD أي أنها تساهم في توضيح جزيئات الصورة وتفاصيلها.
وتابعت الأكاديمية المصرية أنه كلما “ازدادت البكسل أصبحت الصورة نقية وواضحة، وهو ما تم استخدامه في ترميم التراث السينمائي في العديد من دول العالم عبر هذه التقنية”.
وأضافت الدكتورة صفاء أن الاعتماد على هذه التقنية، وخاصة في الأفلام الأبيض والأسود يعيد لها بريقها، ويجعلها مناسبة للعرض مرة أخرى في وسائل العرض المختلفة.
وتشير إلى أنه بالإضافة إلى الصورة المثالية التي تقدمها هذه التقنية، إلا أن (k4) توفر أيضا تحسين جودة الصوت عبر استنساخ وتطوير 24 قناة مختلفة من الصوت رأسيا لثلاث طبقات من المتكلمين، وهو ما يجعل الصوت مجسما ينقلك إلى المشاهد بشكل رائع.
عملية مكلفة للغاية
من جانبه، يقول المخرج السينمائي المصري علي بدرخان، أن ترميم الأفلام السينمائية هي عملية استعادة الصور المتدهورة التي لا يمكن أن تؤخذ أو ترسم مرة أخرى.
وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية” أنه “يمكن استعادة الصور الأصلية عن طريق معرفة مسبقة عن الأضرار أو التشوه الذي تسبب في تدهورها مثل الشقوق والخدوش والغبار والبقع”.
وتابع بدرخان” “تشمل عملية الترميم الخاص بـ(نيجاتيف) الفيلم، العمل على تلوينه بألوانه الأصلية التي تم تصويرها به، والتي تتدرج من الأبيض إلى الأسود مرورا باللون الرمادي السائد في الأفلام القديمة، كما تظهر مشكلة طغيان اللون الأخضر في الأفلام القديمة لعدم ثبات ألوانها وهو ما يضعف جودة ووضح الصورة”.
وأشار إلى أن “تكلفة ترميم أفلام السينما مكلفة جدا، خاصة مع مرور الوقت، لهذا تسعي كثير من شركات الإنتاج إلى وضع النيجاتيف في ثلاجات خاصة من أجل الحفاظ عليه من التلف”.
وينوه المخرج السينمائي المصري إلى أن “الترميم الرقمي على الرغم من كونه نقلة نوعية في الحفاظ على التراث السينمائي، إلان أن مدة حفظ الفيلم بهذه الطريقة قد لا تكون طويلة الأجل، لأنها تتأثر بشكل أو بأخر بعوامل العرض التقني”.
Discussion about this post