نص مكتشف من أوغاريت ..تتضمن ترجمته قصة انسان مريض على حافة الموت تخلت عنه الالهة لكنه بقي وفياً لها..
.
لقد عثر المنقبون الأثريون في أوغاريت على الكثير من النصوص الفخاريةالمكتشفة خلال سنوات التنقيبات الاثرية السابقة التي تضمنت ترجمتها فحواها يتعلق بأمور فلسفية ذات حكمة عميقة. وهذا أن دل يدل على مدى البعد الروحي والنفسي والأفق البعيد. الذي تمتع به أهلنا في اوغاريت وكان ذلك منذ أربعة آلاف من الأعوام مضت وانقضت من عمر هذه الحضارة العظيمة..
هذه النصوص المكتشفة لم تكن كتابتها مقتصرة على اللغة الآكادية فقط..إنما عثر كذلك على العديد من نصوص الحكمة
المكتوبة باللغة الأوغاريتية حكمة سكان أوغاريت العاديين التي ستبقى حكمتهم وآثارهم أبدية تعيش معنا إلى ما شاء الله..
حيث يروي لنا أحد النصوص الأوغاريتية المترجمة ..حكاية شخص مريض على حافة الموت يتحدث مع أفراد أسرته وكيف أن الآلهة قد تخلت عنه وكيف مات هذا الشخص بعد معاناة كبيرة من الآلام الشديدة ولم يفقد فوق كل ذلك ثقته بالآلهة وكيف رفعته بعد ذلك هذه الآلهة مكا فأة على إخلاصه لها..
وتبدأ القصيدة بندب العادل الموشك على الموت وعائلته استسلمت للقدر ..سميت هذه القصيدة المتألمون المنصفون أو العادلون وهي من أجمل الأعمال الأدبية الأوغاريتية تقول القصيدة:
“قدري يبقى قاتماً..
المنجًم لا يستطيع توضيحها..
غير مفهومة هي فؤولي /جمع فأل/
سخيف هو قدري..
مستنفد هو بخور مفسر الأحلام..
لم يبقى خرفان أضحية من أجل المنجّم..
لا يستطيعون القول معرفة متى تنتهي آلامي..
أقربائي المقربون هنا ليواسوني..
أخوتي يسبحون في الدم كأنهم مخاتيل /مجانين/..
زيت ثمين تسكب نسائي..
على جسدي المستعد للقبر..
أنا ضحية لآلامي..
دموعي هي غذائي..
لا تخرج نسمة من فمي بدون ذكر إلهي..
أنا أحمد عمل إلهي الغاضب..
وأنا أعبده..
هو ضربني ورماني الى البؤس..
نعم إلى البؤس وبؤس البؤس..
وتركني أصعد الى العالم الأسفل..
رفش حفار قبري أخذه مني..
عيوني المحجبة آعاد فتحها هو..”انتهى النص هناك بعض التشوه
وهكذا كانت الأعمال والنصوص الأدبية والدينية الأوغاريتية كما الرؤيا المقدسة ..التي ستبقى تدهشنا دائماً بسماع أخبار شعبها..وعاداتها ومعتقداتها ..
أقول مهما تعمقنا في ثقافة هذه الحضارة العظيمة لا تكتمل إلا بزيارتها عندها ستدخل مع حجارتها في حوار صامت يأخذك إلى البعيد البعيد نحو الفضاء اللازودي الأزرق ليوقظها من صفوة سباتها أصوات تراتيل قادمة من هنآك من معبد الإله بعل يطل بوجهه الأخضر مطلقاً بروقوه وروعوده واعدا الناس بفيث السماء. ..
اوغاريت ستبقى بالنسبة لي حكاية عشق سرمدية تبدأ فصولها ولا تنتهي.
…عاشق أوغاريت ..غسّان القيم..